(14) إطار بيئة الألعاب (Ecology of Games Framework)

* * تستند هذه الترجمات إلى مقالات الباحث بول كيرني Paul Cairney، وتُقدم ترجمة عربية بقلم كل من أحمد محسن  ومروة جراد مع مراجعة نهائية من قِبل  محمد أحمد البكري. 

يدمج إطار "بيئة الألعاب" (Ecology of Games Framework) (EG) بين أفكار مناهج مختلفة لتحليل التعقيد المؤسسي والأنظمة المؤسسية المعقَّدة.

ينصبُّ التركيز على: تعلُّم الفاعلين الوصول إلى "نتائج مفيدة متبادَلة"، والتعاون لإنتاج وتقديم الحلول المتفَق عليها، والتفاوض ضمن نظام لا يمتلك أيُّ فاعل فيه السيطرة. لذا من الأفضل أولًا قراءة المقالات حول نظرية الألعاب (Game Theory)، وإطار التحليل المؤسسي والتنمية (IAD)، والأنظمة البيئية الاجتماعية (SES ) (خاصَّةً إذا كنتَ -مثلي- تربط كلمة "لعبة" بألعاب الطفولة ثم ألعاب الطاولة كـ"مونوبولي"، ثم تدرَّجتَ إلى الأعمال الدرامية المعقَّدة مثل مسلسل "ذا واير" (The Wire).

رؤى مُستقاة من ثلاثة مناهج رئيسة

يربط إطار "بيئة الألعاب" (EG) بين مفهوم "بيئة الألعاب" (Ecology of Games) لنورتون Norton وإطار التحليل المؤسسي والتنمية (IAD) ورؤى نظرية التعقيد لتأكيد أنَّ الترتيبات المؤسسية ليست بسيطة أو مُنظَّمة.

في الألعاب البسيطة، يكفي أن نُحلِّل التفاعل بين عدد صغير من الفاعلين مع الرجوع إلى مجموعة واحدة من القواعد المستقلَّة التي تُوفِّر عقوبات أو مكافآت واضحة. أمَّا في العالم الواقعي لصناعة السياسات؛ فتحدث العديد من الألعاب المختلفة في نفس الوقت وفي أماكن مختلفة.


بعض ألعاب السياسات يمكن حصرها في نطاق منطقة جغرافية مُعيَّنة مثل كاليفورنيا؛ ولكن لا تُوجَد مشكلات عمل جماعي منعزلة تمامًا. فعلى سبيل المثال:

  • تشمل أمثلةٌ مثل السياسات المتعلقة بـ"التنوع البيولوجي" (Biodiversity)، و"علم البيئة" (Ecology)، و"السياسات البيئية" (Environmental) مجموعةً من السياسات المتداخلة التي تتعلَّق بقضايا مثل: التخطيط المحلي، والكائنات المحمية، وإدارة المياه، وتلوُّث الهواء، والنقل، واستخدام الطاقة، والمساهمين في التعامل مع مثل هذه السياسات أو المشكلات السياساتية في مجالات حكومية أخرى (مثل الخدمات العامَّة).

  • قد يأتي المساهمون في السياسات العامَّة من مؤسسات مختلفة مرتبطة بمواقع صنع السياسات العديدة المنتشرة عبر العديد من المستويات والمؤسسات الحكومية.

ومِن ثَمَّ تتداخل العديد من الألعاب بعضُها مع بعض، وقد يشارك نفس الفاعل في ألعاب مختلفة تخضع لقواعد مختلفة، علاوة على ذلك تُنتِجُ كل لعبة  "آثارًا جانبية" تُؤثِّر في الألعاب الأخرى ممَّا يجعل "عوائد" كل لعبة مترابطة ومُعقَّدة.

إنَّ الإشارة إلى "الأنظمة التكيُّفية المُعقَّدة" توحي بأنَّ الحكومات المركزية  لا تمتلك الموارد اللازمة للتحكُّم في التفاعلات أو فهمها بشكل كامل على هذا المستوى من الوتيرة والنطاق، وبدلًا من ذلك تتأثَّر عملية صنع السياسات بالتالي:

  • داخل اللعبة: يحدث ذلك عندما (أ) يتبع الفاعلون ويصوغون قواعد كل مؤسسة، و(ب) يتعلَّمون من خلال التجربة والخطأ.

  • خارج اللعبة: عندما تتغيَّر الموارد المادية، أو تُغيِّر المستوياتُ المركزية الحكومية مواردَ الفاعلين المحليين.

رؤى/ أفكار مُستفادة من أدبيات أخرى أوسع:

تحظى نظرية "بيئة الألعاب" (EG) برؤى أوسع من النظريات التي تناولناها في سلسلتَي "السياسات العامَّة في  500 كلمة" و"السياسات العامَّة في 1000 كلمة". ومن أمثلة ذلك:

ومِن ثَمَّ، فقد قطعنا شوطًا طويلًا منذ الافتراضات البسيطة حول السلوك البشري التي تناولناها في مقالتنا الأولى من هذه السلسلة.

 وكما هو الحال مع نظرية إطار التحليل المؤسسي والتنمية (IAD) فإن نظرية "بيئة الألعاب" (EG) تُركِّز على: (أ) إيجاد حلول لمشاكل السياسات المعقَّدة (التي غالبًا ما تكون بيئية)، و(ب) المبادرات التي تتماشى مع الأنظمة ذاتية التنظيم مثل "الحِكامة التعاونية". وعلى غرار معظم المقالات في هذه السلسلة، يرفض هذا المقال التسليم الساذج بفكرة الجكومة المركزية القوية والواحدة؛ فإنَّ صنع السياسات مُتعدِّد المراكز، ولن تظهر حلول المشكلات المعقَّدة إلا من داخل هذا السياق.


بواسطة مروة جراد

مروة جراد هي باحثة ومترجمة  تمتلك خبرة  في مجالات الترجمة واللغويات والمعجمية العربية.

حصلت مروة على:

  • بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة باجي مختار - عنابة.
  • ماستر في الترجمة (عربي-انجليزي-عربي) من جامعة باجي مختار - عنابة.
  • ماستر في اللسانيات والمعجمية العربية من معهد الدوحة للدراسات العليا.

    عملت جراد على ترجمة العديد من النصوص المتنوعة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية والعكس.

0 تعليقات