السودان: تعزيز التدخلات النفسية-الاجتماعية للمتأثرين بالحرب من الأطفال في عمر المدرسة

كتابة : سارة الحناشي و غازي نعمان




الملخص التنفيذي

بعد حلول عامين تقريبا منذ إندلاع الحرب في أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، لا يزال النزاع يمثل تهديدًا أمنيًا كبيرًا في السودان، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 18,916 حالة وفاة مباشرة، مع تقديرات تشير إلى أن إجمالي عدد الوفيات قد بلغ 62,000 ، إضافةً إلى أكثر من 33,000 جريح. كما أدى النزاع إلى تفاقم الوضع الإنساني، لا سيما في المناطق النزاع المستمر. تعدّ فئة الأطفال من بين أكثر الفئات تضررًا، حيث أجبر أكثر من 4.6 مليون طفل إلى الفرار من مناطق سكنهم، سواء بمرافقة أسرهم أو بمفردهم. أشارت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في أكتوبر 2024 إلى أن الأطفال يمثلون أكثر من 53٪ من إجمالي النازحين داخليًا في السودان، وقد الصنف النزاع في السودان على أنه المسبب الرئيسي لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم. ونظرًا لمحدودية المساعدات الإنسانية، فقد صرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)  بان هناك 14 مليون طفل بحاجة إلى خدمات أساسية، بما في ذلك التعليم والدعم النفسي والاجتماعي (MHPSS)، لكن استمرار النزاع والظروف الصعبة تعيق توفير هذه الخدمات وتنفيذ برامج الدعم النفسي والاجتماعي.

يقوم موجز السياسات هذا بالبحث في التداعيات المختلفة للنزاع المسلح وتدهور الوضع السياسي على فئة الأطفال، حيث بدأ الصراع في ولاية الخرطوم وامتد تدريجيًا إلى ولايات أخرى. يركّز الموجز بشكل خاص على دراسة التأثيرات النفسية والاجتماعية للحرب على الأطفال في عمر المدرسة، الذين تأثروا بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، خاصةً في المناطق التي تشهد صراعا مستمرا. يهدف هذا الموجز بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على هذه التأثيرات إضافة لتقديم توصيات رئيسية للقطاع الإنساني لدعم خطط استجابته المتعلقة بتعليم الأطفال وحمايتهم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم خلال فترة الحرب.

يعتمد هذا الموجز على أدلة مستمدة من البحوث العلمية والمصادر الإلكترونية (المنشورات البحثية غير الرسمية كتقارير المنظمات) لإطلاع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني وصنّاع القرار على الأوضاع النفسية والاجتماعية للأطفال في السودان، كما يستند على مصادر علم الإجتماع وآراء الخبراء الفنية من داخل وخارج السودان، إضافة لممثلين من المجتمع المدني السوداني، وعاملين في القطاع الإنساني، وأيضا متخصصي قطاع التعليم وكذلك المجتمعات المحلية.



Download paper


0 تعليقات

نشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني